اخبار الرياضة

كيف أصبحت الركلات الحرة بمثابة ركلات جزاء عند ليونيل ميسي ؟

أصبحت الركلات الحرة المباشرة بالنسبة لأسطورة كرة القدم ليونيل ميسي بمثابة ركلات الجزاء نظرًا لقدرته الكبيرة على ترجمتها لأهداف وهو ما فعله في فوز فريقه إنتر ميامي على بورتو في كأس العالم للأندية 2025.

ونجح ميسي في التسجيل بشكل رائع من ركلة حرة مباشرة، بعد أن كان قريبًا من التسجيل من نفس الموقف أمام الأهلي المصري في مباراة الافتتاح، لكن كرته مرت بجوار القائم بقليل.

ما مدى براعة ليونيل ميسي في الركلات الحرة المباشرة؟ 

صدّق أو لا تُصدّق!.. ميسي سجل 112 ركلة جزاء في مسيرته مقارنة بـ68 ركلة حرة مباشرة، وهذا إن دل على شيء فيدل على أن خطورة تسديدات ميسي من الركلات الحرة المباشرة قد تصل لنفس خطورة ركلة الجزاء، حسب تقرير نشرته شبكة أثلتيك واسعة الانتشار والتابعة لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

تُظهر البيانات أن ليونيل ميسي يحتل مكانةً مرموقةً في فئة النخبة فيما يتعلق بتسديد الركلات الحرة. ففي الدوري المحلي وحده، سجّل 43 ركلة حرة من 491 محاولة، بنسبة نجاح بلغت 8.8%، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط ​​البالغ حوالي 5.5% في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى خلال السنوات الخمسة عشر الماضية. 

في المقابل، تبلغ نسبة نجاحه في تسديد ركلات الجزاء حوالي 80%. إنها نسبة جيدة، لكنها من الجوانب القليلة التي يُشبه فيها ميسي اللاعب “العادي”، وليس اللاعب الأعظم على الإطلاق.

يُعد هذا المعدل الاستثنائي من النجاح في تسديد الركلات الحرة خلال مسيرته أكثر إثارة للإعجاب، خاصةً أن ميسي لم يكن يُسجل الكثير من الركلات الحرة في سنواته الأولى بعد انضمامه إلى الفريق الأول لبرشلونة في موسم 2004-2005، وكان رونالدينيو، الذي كان آنذاك في قمة تألقه، هو المُسدد الأول في الفريق.

جاءت أول محاولة لميسي من ركلة حرة في الدوري الإسباني على أرضه ضد مايوركا في موسم 2006-2007، ونظرًا لموقعها على الجانب الأيمن، يمكن القول إنها كانت عرضية خطيرة أكثر منها تسديدة حقيقية. 

كان هدفه الأول من ركلة حرة مباشرة محاولة جريئة للغاية ضد أتلتيكو مدريد في موسم 2008-2009. مع تشتت انتباه حارس المرمى غريغوري كوبيه، وهو يصرخ بالتعليمات على حائطه في أثناء تحركه نحو القائم القريب، سدد ميسي الكرة بنجاح في الزاوية البعيدة الخالية.

لم يبدأ ليونيل ميسي في إتقان ركلاته الحرة المباشرة إلا في موسم 2017-2018، مسجلاً خمس ركلات حرة أو أكثر في ذلك الموسم وفي الموسمين اللذين أعقباه.

يُمكن تمييز أسلوب لعب أكثر من فاز بجائزة الكرة الذهبية في تنفيذ الركلات الحرة: قدمه اليمنى ثابتة، وجسمه مُنحنٍ قليلاً، وكاحله يبدو وكأنه مُلتَوٍ، وهو يُحاول تنفيذ ركلته الحرة المميزة.

لكن منذ رحيله عن برشلونة عام 2021، شهد استغلاله للركلات الحرة تراجعًا ملحوظًا، إذ لم يُسجل سوى ركلتين حرتين في الدوري خلال موسميه الأقل نجاحًا مع باريس سان جيرمان الفرنسي، ولم يُسجل سوى ركلة واحدة في آخر موسمين له في الدوري الأمريكي لكرة القدم مع نادي إنتر ميامي.

الدوريات الأوروبية الـ5 الكبرى منذ موسم 2010-2011 حتى الآن
ليونيل ميسي 39
كريستيانو رونالدو 19
جيمس وارد براوس 17

رغم ذلك لا يزال ميسي بلا منازع أكثر مُسجلي الركلات الحرة غزارة في العصر الحديث. منذ موسم 2010-2011، سجل 39 ركلة حرة في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، أي أكثر من ضعف أقرب منافسيه، كريستيانو رونالدو، الذي سجل 19 ركلة.

وإجمالاً سجل بطل كأس العالم 2022 الآن 68 ركلة حرة مباشرة في جميع المسابقات، وكانت ركلته المذهلة في شباك بورتو بمثابة تذكير مذهل آخر بكيفية وصوله إلى هذا المستوى في أحد أهم مهارات التعامل مع الكرات الثابتة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى