اخبار الرياضة

كيف تحول برشلونة من نادي المليار دولار إلى نادٍ غارق بالديون

في عام 2019 نجح برشلونة في أن يكون أول ناد في التاريخ يحقق مليار دولار أمريكي كعائدات سنوية، وبدا أن شعبية الفريق تزداد بشكل متسارع على الرغم من أنه كان يعاني في المنافسة على الألقاب القارية في السنوات الأربعة التي تلت تتويجه باللقب الخامس في دوري الأبطال عام 2015 والرابع في آخر عشر سنوات.

لكن النادي الكتالوني تحول فجأة إلى مؤسسة غارقة في الديون خلال وقت قصير حتى بلغت حداً كاد يعلن من خلاله الإفلاس، وهو الأمر الذي استدعى تدخلاً من رابطة الليغا عبر فرض قيود خاصة ومشددة لترشيد إنفاقه، وتخفيض كتلة رواتب لاعبيه بحيث تتناسب مع عائداته السنوية التي يحققها وخاصة بعد فترة جائحة كوفيد 19.

وعلى الرغم من أن الرئيس الحالي خوان لابورتا اتخذ عدة قرارات بعد انتخابه في عام 2021 كان من شأنها انتشال الفريق واستعادة قدراته التنافسية، إلا أن المشكلات التي رافقت تسجيل اللاعبين داني أولمو وفكتور باو في مطلع العام الحالي، ومن ثم التصريحات التي خرج بها رئيس الرابطة خافيير تيباس حول عدم قدرة برشلونة على تسجيل لاعب بقيمة نيكو ويليامز الذي يسعى البارسا للتعاقد معه في الصيف الحالي، جعلت الكثيرين يتساءلون: كيف وصل النادي الكتالوني إلى هذه الوضعية الصعبة، ولماذا لم يتمكن حتى الآن من الخروج منها؟

ألقاب بالمجان وأموال بلا ألقاب في برشلونة

الفترة الذهبية التي عاشها برشلونة ما بين عامي 2005 و2015 عرفت اعتماد الفريق بشكل أساسي على لاعبي الأكاديمية (لاماسيا) ولم يكلف العمود الفقري للفريق آنذاك خزينة النادي أموالاً كبيرة، لكن الفترة التالية التي ترأسها جوسيب ماريا بارتوميو ما بين عامي 2014-2020 شكلت وبالاً حقيقياً على النادي من الناحية الاقتصادية مع تغير كبير في سياسة التعاقدات.

وتكفي الإشارة إلى أن بارتوميو (الذي يعرف القليل عن كرة القدم) قام بتغيير خمسة مدراء رياضيين في ست سنوات فقط، وهو أحد أسباب التخبط الإداري التي جعلت النادي يبرم بعض الصفقات الفاشلة، إضافة إلى (رفع قيمة الأجور السنوية) بشكل ملحوظ سنويًا حتى بلغت عتبة قياسية توازي أكثر من 50% من قيمة العائدات السنوية، مع الإشارة إلى أن إدارة النادي الكتالوني وحسب تقارير نشرتها صحيفة (إلموندو) منحت الأرجنتيني ميسي قرابة 555 مليون يورو ما بين عامي 2017 و2021 من أجل الموافقة على تجديد عقوده.

لم يكن أجر ميسي والعمولات الجانبية التي كان يتقاضاها هي المشكلة الوحيدة، إذا أظهرت تقارير عديدة أن البارسا أنفق الكثير من الأموال على وكلاء اللاعبين الذين تعاقد معهم أيضاً.

أنفق برشلونة الكثير من الأموال في العقد الأخير لكنه لم يتمكن من الوصول إلى نصف العتبة التي وصلها قبل ذلك على مستوى التتويج بالبطولات والألقاب.

السقف المسموح للإنفاق والأجور

مع تراجع المداخيل السنوية وخاصة بعد حقبة (كورونا) أصبح النادي الكتالوني في وضع اقتصادي لا يحسد عليه، وهو ما جعله يرضخ للقيود التي فرضت عليه، ولم يكن برشلونة وحده في هذا الإطار، إذ إن رابطة الليغا فرضت سقوفاً محددة على كل أنديتها من أجل تجنب انهيار هذه الأندية وبالتالي إفلاسها والإضرار بسمعة الليغا ومستواها.

وبلغ سقف الأجور السنوية والإنفاق على الصفقات في بداية الموسم الماضي بالنسبة لبرشلونة 204 ملايين يورو فقط، وهو ما جعله يعاني في تسجيل بعض اللاعبين.. لكن الأمور تحسنت قليلاً مع بداية عام 2025 بعد الأنباء التي أشارت إلى أن الرئيس لابورتا تمكن من خلال جولة في الشرق الأوسط من بيع الكثير من الأصول ومقاعد كبار الشخصيات في ملعب كامب نو المزمع العودة إليه في شهر أغسطس المقبل مع انطلاق منافسات الموسم الجديد.

وحسب تقارير إعلامية فإن السقف المالي قد يرتفع بنحو 40 مليون يورو بالنسبة للنادي الكتالوني ليصل إلى 244 مليون يورو، لكن هذا الرقم يبقى بعيداً جداً عن السقف الممنوح للغريم التقليدي ريال مدريد الذي يصل إلى أكثر من 700 مليون يورو، وهو ما يعكس الاستقرار الاقتصادي للنادي الملكي في السنوات الأخيرة، في حين أن السقف المسموح به لنادي أتلتيكو مدريد هو (314) مليون يورو، ولريال سوسييداد (160 مليوناً) ويكمل فياريال عقد الخمسة الكبار بـ(135 مليون يورو)، في حين تبدو الأمور أسوأ بكثير بالنسبة لنادي إشبيلية الذي انخفض سقف إنفاقه من 2.5 مليون يورو إلى 684 ألف يورو فقط في الصيف الفائت، وهو ما يقرع جرس الإنذار للنادي الأندلسي الذي بات على حافة الإفلاس الحقيقي. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى