مونتيري وقصة الحائط البشري الغريب من رفاق راموس
عندما واجه إنتر ميلان، عملاق الدوري الإيطالي، فريق مونتيري المكسيكي في كاليفورنيا في وقت سابق في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم للأندية 2025 لكلا الفريقين، حدث تكتيك فريد من نوعه في الكرات الثابتة.
خلال تلك المباراة حصل إنتر على ركلة حرة على بُعد متر واحد من منطقة الجزاء، فاختار مونتيري استخدام تكتيك غير مسبوق للدفاع عنها. وبدلا من بناء حائط بشري واحد، شكّلوا حائطين كل حائط مكون من 4 لاعبين، مع ترك فجوة في المنتصف لحارس المرمى ليتمكن من رؤية الكرة بوضوح.
عادةً يُنشئ حارس المرمى حائطًا بشريًا لحماية جانب من المرمى ويقف في الجانب الآخر. لكن حارس الفريق المكسيكي أندرادا فعل شيئًا مختلفًا؛ إذ أقام جدارين، بأربعة لاعبين على كل جانب، ووقف في المنتصف. كما توضح الصورة أدناه.
نجح هذا الأسلوب غير المعتاد، حيث فشل إنتر في التسجيل من الركلة الثابتة، لكن معظم المشجعين على وسائل التواصل الاجتماعي سخروا من هذا التكتيك.
التكتيك نجح حيث صعب على كريستيان أسلاني، لاعب إنتر، وضع الكرة في أي من زاويتي المرمى، وحاول تسديد الكرة بقوة في المنتصف، لكن قلب دفاع نادي مونتيري جون ميدينا تصدى للتسديدة بمد ساقه.
خلال مباراة مونتيري الأخيرة أمام ريفر بليت، كان نجم الفريق الأرجنتيني فرانكو ماستانتونو، الذي سينتقل إلى صفوف ريال مدريد، يستعد لتسديد ركلة حرة، في الوقت نفسه صرخ حارس مرمى مونتيري، إستيبان أندرادا، بالتعليمات لزملائه لينفذوا التكتيك المتبع.
تجمع أربعة منهم معًا، وتمركزوا لتغطية الجانب القريب من المرمى. وعلى بُعد أمتار قليلة، شكّل لاعب آخر من مونتيري حائطًا هو بمفرده بمحاذاة القائم البعيد، كان هذا شكلاً أكثر منطقية من شكل الحائط أمام الإنتر.
مونتيري وقصة الحائط البشري الغريب
المثير أن هذه الفكرة ليس جديدة، بل فعلها مونتيري نفسه في أكثر من مرة، فخلال مباراة في الدوري المكسيكي أمام سانتوس لاغونا عام 2022 قام بهذا التكتيك الذي أثار الجدل.
كانت الركلة الحرة أبعد قليلًا، وبدلًا من طلب جدار من خمسة أو ستة لاعبين، وضع حارس المرمى لويس كارديناس أربعة من زملائه على اليسار كحائط بشري واثنين على يمينه، مع وجود فجوة بينهما. منح هذا كارديناس رؤية مثالية للكرة وسمح له بتصدٍّ رائع برد فعلٍ قوي.
كرروا ذلك مرة أخرى في يناير 2024. وبالمصادفة، كان خصم مونتيري هو ريفر بليت؛ حيث كان الفريقان يلعبان مباراة ودية قبل الموسم في دالاس. كان كارديناس حارس المرمى مرة أخرى، وقسم جداره مرة أخرى إلى مجموعة من أربعة لاعبين ومجموعة من لاعبين اثنين كما توضح الصورة أعلاه.
المثير أن قصة تقسيم الحائط البشري إلى اثنين، تعود في الواقع إلى عام 1993 على الأقل، عندما جرّب المنتخب الأمريكي هذه الطريقة تحت قيادة المدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش.
صرح ميلوتينوفيتش لصحيفة “ذا أثليتيك” عام 2021: “طريقة تشكيل جدارك مهمة للغاية. عندما فتحت الجدار قليلاً، كان ذلك لإعطاء حارس المرمى فرصة رؤية الكرة فورًا”.
كان ميلوتينوفيتش يفضل في البداية شيئًا أكثر تطرفًا. حيث قال: “بالنسبة لي، من الأفضل عدم وجود حائط بشري على الإطلاق”.
لكن هذه الحيلة قد تكون ثغرة لفريق مونتيري نفسه، فالإنتر وضع بعض اللاعبين في المساحة الفارغة لحجب الرؤية عن حارس مرمى الفريق المكسيكي، وإن كانت هناك حيل أخرى مدروسة فمن السهل استغلال الأمر، علمًا أن عددا كبيرا من اللاعبين في موقف ثبات في الحائط البشري، وإن ارتدت الكرة مثلاً من الحارس فهناك خطورة أكبر لأن عدد لاعبي الخصم يكون أكبر داخل المنطقة.