أحكام بالسجن ضد مشجعي أتلتيكو مدريد بعد واقعة دمية فينيسيوس

في خطوة حاسمة لمكافحة العنصرية في الملاعب، أصدرت محكمة مدريد الإقليمية حكمًا بالسجن بحق أربعة مشجعين ينتمون لنادي أتلتيكو مدريد، وذلك بعد تورطهم في واقعة تعليق دمية سوداء ترتدي قميص فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد، على أحد الجسور بالقرب من المدينة الرياضية للنادي، في مشهد مثير للغضب، وقع قبيل مواجهة الفريقين في كأس ملك إسبانيا.

أدانت السلطات القضائية الإسبانية المتهمين بتهم تتعلق بجريمة كراهية وتهديد لاعب محترف، حيث تراوحت الأحكام بين 14 و22 شهرا، مع غرامات مالية ومنع من دخول الملاعب ومزاولة الأنشطة المرتبطة بالرياضة، وسط دعم واضح من نادي ريال مدريد الذي تقدم بصفته مدعيًا خاصًّا إلى جانب لاعبه في هذه القضية.

وتعود تفاصيل الحادثة إلى صباح يوم 26 يناير/ كانون الثاني 2023، حين شوهد عدد من الأشخاص يتوجهون إلى أحد الجسور القريبة من مقر تدريبات ريال مدريد، ثم قاموا بتعليق دمية ترتدي قميص فينيسيوس، إلى جانب لافتة كتب عليها: “مدريد تكره الريال”؛ وبحسب تحقيقات النيابة العامة، فإن الأشخاص الأربعة المتهمين بارتكاب هذا الفعل ينتمون إلى مجموعة ألتراس تُدعى “جبهة أتلتيكو”.

سجن مشجعي أتلتيكو في قضية “دمية فينيسيوس

قال ريال مدريد في بيان أصدره للتعليق على هذا الحكم عبر موقعه الرسمي: “يُعلن نادي ريال مدريد أن القسم 23 من محكمة مدريد الإقليمية، قد أصدر اليوم حكمًا بالإدانة بحق المشجعين الأربعة المتطرفين الذين، في الساعات الأولى من يومي 25 و26 يناير 2023، وقبيل ساعات من مباراة ربع نهائي كأس الملك بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، قاموا بتعليق دمية سوداء، ترتدي قميص لاعبنا فينيسيوس جونيور، على جسر قرب مدينة ريال مدريد، في محاكاة مشينة لعملية إعدامه”.

وفي حيثيات الحكم، أوضحت المحكمة أن المتهمين أقرّوا بارتكابهم الواقعة، وأعربوا عن ندمهم وقدموا اعتذارًا علنيًّا، لكن ذلك لم يجنبهم من العقوبات القانونية، حيث تمت إدانتهم بجريمة كراهية، إضافة إلى توجيه تهمة تهديد لاعب محترف لأحدهم، بسبب ما حملته الواقعة من دلالات عنصرية وتحريضية ضد فينيسيوس جونيور.

كما شملت العقوبات حظر المتهمين من ممارسة أي نشاط مرتبط بالرياضة أو التعليم لمدة ثلاث سنوات، ومنعهم من التواصل مع فينيسيوس جونيور أو الاقتراب منه لمسافة تقل عن ألف متر طوال أربع سنوات، وفرضت المحكمة كذلك منعهم من دخول أو الوجود قرب أي ملعب كرة قدم خلال الفعاليات الرياضية طوال مدة العقوبة، مع إلزامهم بالالتحاق ببرنامج توعوي حول المساواة وعدم التمييز.

ويأتي هذا الحكم ضمن سلسلة من الإجراءات القضائية التي شملت قضايا عنصرية مشابهة ضد لاعبي ريال مدريد، كان آخرها في ملاعب بلد الوليد وفالنسيا ومايوركا ومدريد، إلى جانب منصات رقمية، وبحسب بيان النادي، فإن عدد المُدانين جنائيًّا في قضايا عنصرية ضد لاعبيه وصل إلى 14 شخصًا.

وجدد ريال مدريد تأكيده على التزامه التام بمحاربة كل أشكال التمييز، مشيرًا إلى أنه سيواصل العمل كمدّعٍ خاص في هذه القضايا إلى جانب لاعبيه.